الســبـكى - 1
تاريخ لا ينقطع
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذى يلعبه كريم السبكى وأخوته فى هذا المجتمع ثقافيًا وبدنيًا وسياسيًا وغيره . السبكى هذا الاسم المندفع بسرعة الماء فى الهشيم حاملاً على عاتقه احلامًا وطموحات لا يعرفها إلا مشاهد واع بأمور مجتمعه ومشكلاته الحقيقية . هكذا لم يكن الطريق سهلاً أبدًا لبناء هذا الاسم البراق إنما هو تفكير عميق لا يفضى إلا لشىء واحد أن الكلمات التى تعجز عن وصف العبث الحقيقى ليست فى قاموس السبكى ليست فى قاموسه أبدًا . فمن يُسأل مثلاً عن سعر المتر من القماش البفتة الآن فى وكالة البلح فى تلك اللحظة تحديدًا من يُسأل ويجيب دون تفكير إلا رجل يعرف مفردات هذا البلد من أهلها ويحس بنبض الشارع وتطلعاته . كان السبكى لكل التساؤلات من هذا النوع لايجيب بالكلمات وإنما بالفن المستميت . السينما الصامتة وغير الصامتة ، الجامدة والسايبة البسيطة والمركبة السينما فقط وليس غيرها من كان سيضع يده على كل المشكلات الحقيقية بعمقها المتهاون إلا عقل سينمائى متفرخ كالسبكى وأولادة ؟ هه ؟ من ؟
من كان ليفجر الطاقات لدى الفنانين الحلوين القطاقيط مثل مى عز الدين والفنان الرائع عماد بعرور فى فيلمهما المتخافت المتسارع " أيظن " من كانت لدية الجرأة ليفتح طريقًا للكلام المكبوت الموحى المريح الذى يعالج مشكلة جذرية وغير جذرية بين أقطاب المجتمع بين ملايين من البشر تلك الجرأة الحلزونية المستقلة الواضحة الرئيسية التى لا يملكها إلا السبكى من كان ليحمل أزمة الإنسان التى عبرت عنها الأغنية المتباطئة المستمدة من مشاعر معتقة تعتيقًا تعتيقًا أغنية أيظن من أين كانت تلك الكلمات المضيئة كالسنابك المسوغة كالمدابغ
إبقى تعالى بالليل
تعالى
وانا اوريك الويل
تعالى
تعالى
وانا اوريك الويل
تعالى
من اى جهة وناحية أتى السبكى بتلك العبقرية السينمائية المفرطة
ويستطرد الفنان عماد بعرور قائلاً
يا حلو يا محلى
وترد الرائعة مى عز
واعملك اللى لى
هكذا هى التجليات الأولى بما تحملة من التنبؤات الضيقة المتسعة السمية هكذا كان التعبير عن نبض الشارع ونقل الصورة بحذافيرها حقنًا للدماء وللبن والشاى الأخضر وصمتًا وتجاهلاً لكل ما لا يعنى هذا المجتمع .
السبكى الذى أفضى لنا بماسورة من الأفلام المضيئة كالورق السلوفان ولن تنتهى المسيرة الى هنا
حفظ الله المعلم السبكى وأولاده وأخوته وأولاد أعمامه وعماته وخالاته.
ولكن من يستحق الدعاء هو الرجل الحقيقى الذى لا نعرفه الذى أشار على المعلم السبكى الكبير بتحويل تجارته كليًا وجزئيًا وجغرافيًا وتاريخيًا إلى السينما حيث أنها رزق ولا أحد يرفض الرزق هذا الرجل هو من يستحق الدعاء
فادعوا له بكل ما لديكم
بكل ما لديكم