الاثنين، ديسمبر 22، 2008

قهوة الريفيرا

قهوة الريفيرا



لازالت هناك دهشة

معرفتى بممثلى المسرح علمتنى ذلك، والسبيل إلى الدهشة هو انتظارها فقط..لا البحث عنها. هم يقولون ذلك.

ومعرفتى بعبد اللطيف كانت دائمًا دليلاً قاطعًا على أن الدهشة تحب أن تأتى أحيانًا لتجلس بين الناس. كنا نحب أن تجمعنا شقة بولاق الدكرور أنا وهو وأبو كمال حين نحب أن نبكى أو نرى ما يمكن أن يفعله الصمت بعد بكاء شديد، عبد اللطيف هو من كان يعرف من أين يبدأ الكلام وأين ينتهى، حين يطفأ هو أنوار الشقة بيده ويطمئن علينا ويغطينا وينام هو فى الغرفة الأخرى أو على كنبة الأنتريه، ولكن الظروف تغيرت الآن فقد تزوج عبد اللطيف وأنا كذلك أما أبوكمال فيقع على نفسه من الضحك كلما تذكر أن هذا حدث فعلاً. المقاهى أصبحت تلمنا الآن نحن الثلاثة مرة كل شهر مثلاً حين نحب أن نرى بعضنا ونحن فى كامل قوتنا فقط بل بكاء. صديقنا المندهش هو من اقترح مقهى الريفيرا بشارع فيصل ناحية شارع العريش، مكان يعرفه ويعرف أنه هادىء وكما يقول هو أنه مكان جديد وبيخرج طاقة إيجابية وفاتح 24 ساعة نلف براحتنا ونروح نقعد فيه شويه.

أنا وابو كمال نترك له الاختيار فنحن معًا أكثر الوقت أما هو فيجالسنا فى الشهر مرة. الريفيرا مقهى كبير ومتسع فى دور ثان فى عمارة ضخمة، ومع أنه فى مكان نظيف وغال الثمن إلا أنه مقهى كلاسيكى وطريقة تجهيزه تشبه المقاهى البلدى إلى حد كبير. كنا هنك فى الرابعة والنصف صباحًا بعد أن دخلنا سينما الهرم حفلة 12 ولفينا فى شارع فيصل حبه نحكى فى أى شىء وعبد اللطيف عزمنا على مسمط (مش عارف ليه) أكلنا وملأنا التنك تمام ولم يتبق إلا كباية شاى بالنعناع لتحبس الخزعبلات التى بلعناها.

- حبايبنا.. إيه الأخبار.. نورتو المكان.

قالها القهوجى الذى يشبه رجال خدمة العملاء فى شركة بوتاجازات وهو مبتسم ابتسامة مبالغ فيها.

جلسنا وطلبنا الشاى أبو نعناع واسترخينا فتحركت أنا فى الكرسى يمينًا ويسارًا فقال عبد اللطيف: غير يا بابا الكرسى علشان المسند بتاعه مش مظبوط عشان ضهرك يرتاح. فقلت: مش مهم بقى عادى. فصمم أن أغيره وشد كرسى من جواره وغيرت الكرسى. كنا وحدنا فى المقهى فقلل القهوجى الإضاءة شيئًا ما وحول التليفزيون من قناة Mazzika إلى قناة المجد وهدأ الصوت، نزل الشاى وهو يقول:

- نصطبح بالقرآن الكريم عشان ناخد بركة الصبح.. ولا إيه يا بشوات.

فهززت رأسى أنا وابو كمال نوافقه لينجز ويتركنا. لحظات ودخلت المقهى امرأة ترتدى عباءة سوداء لامعة بدون زراير تمسكها بإحكام من الوسط وخلفها رجل قصير فكرنى بفاروق فلوكس غير أن لبسه مبهدل، سلمت على القهوجى بحميمية وتحركت ناحية الحمام فى آخر المقهى وجلس فاروق فلوكس على طاولة وسط المقهى دون كلام. أبو كمال كان يحكى لحظتها عن محمود الخطيب وماتشات الأهلى القديمة وعن أبيه وكيف أنه كان مزاج عنده أن يلعب معه وقت ماتشات الأهلى وأبوه كان صبورًا ولا يريد أن يغضبه إلا حين يلمس الخطيب الكره فيتحول كل الصبر إلى صراخ فيه، وعبد اللطيف يقول له: يا راجل.. يااه ويضحك .. أبوك ده غريب أوى. وخرجت المرأة من الحمام يبدو أنها هى التى دخلت ولكن أصبحت ببنطلون جينز وبلوزة بيضاء قصيرة وشعرها مربوط. قبل أن تجلس كانت امرأة أخرى ترتدى نفس العباءة تقريبًا ولكن مدهولة وتظهر ألوان من تحتها دخلت المقهى ببطء وهى لا تكاد تتوازن، لم تسلم على أحد وجلست معهم وهم يتبادلون النظرات، تابعتهم لحظات ظلوا صامتين فيها ثم سرحت عنهم حتى أفقت على صوت المرأة التى دخلت وحدها تصرخ فيهما بصوتها الخشن ورأسها يكاد يلتصق بالطاولة:


- إنتوا مش كل يوم تقولولى نفس الحوار ده.

- حوار إيه يا زوبا ( رد عليها الرجل بلطف وهو يضع إصبعه أسفل وجهه)

- أنا اشتغلت وتعبت ما تجوش تقولولى النقطه والزفت ماليش دعوه بكل ده.

( كان عبد اللطيف وابو كمال قطعا الكلام وانتبها لهم معى)

صرخت المرأة الأولى:

- اخلصى يا بت مش كل يوم البقين الحمضانين دول كل واحد على قد شغله.. يا بت ده انتى بتترعشى مش بتهزى.. ده كويس ان فى نقطه أصلاً.

(القهوجى وكأنه لا يسمعه أو معتاد على ما يقولون)

قامت زوبا منتفضة وهى تدفع الكرسى للخلف بحركتها غير المتزنة:

- أنا برعش.. طب تصدقى بإيه انتى ما تفهميش حاجه فى الرقص ( كادت تقع وهى تشير لفلوكس) ولا انت كمان، ونادت على القهوجى: يا خاالد.. تعالى.. تعالى (فلم يلتفت حتى لها) فتلفتت تبحث عن أى أحد فوجدتنا أمامها قالت لهم: بلاش خالد الناس اهه.. ناس حلوه وعسل اهه ( أبعدت الكرسى واقتربت متمايلة نحونا وهى تلقى العباءة من على كتفيها فظهرت بدلة الرقص وقالت: احكموا انتوا بقى عشان مش عايزين يدونى حقى، وبدأت ترقص وتنظر لنا واحنا متنحين مش فاهمين أى حاجه ولم نقدر أن نلفظ بكلمة واحدة فصرخت فينا: هاا قولوا رأيكوا ياللا قولولها انى أحسن رقاصه فى مصر. فى هذه الأثناء كانت المرأة الأخرى قد أخرجت مالاً وضعته على الطاولة وخرجت وخلفها الرجل، والمرأة لا زالت ترقص حتى وقعت فأسندها القهوجى وأجلسها على الطاولة وهو يلفها بالعباءة واحنا متسمرين وهى لازالت تقول: قولولها بقى قولولها.

وضع القهوجى المال فى حقيبتها وكأنه معتاد على ذلك أيضًا وتركها وعاد كما كان، وساد الصمت والذهول والتتنيح للحظات تحرك بعدها عبد اللطيف من مكانه وهو يقول:

- أنا هشوف الست دى مالها. (فأمسكته من يده وقلتله)

- اقعد يا عم انت وبطل.. دى ست لاسعه احنا مش ناقصين

شد يده من يدى وتحرك نحوها وهو يقول: خمسه وجاى.

قلت لابوكمال: ياعم شوف الواد ده.. دى رقاصه ممكن تشرشحه وتفرج علينا شارع فيصل كله. وابو كمال اكتفى بمتابعته فأجبرنى أعمل زيه.

اقترب منها بهدوء. سحب كرسى وجلس كانت هى شبه نامت على الطاولة، كل ما قاله: - هو إيه اللى حصل.. الناس دى مالها بيكى.

ردت وهى فى وضعها وكأنها تنتظر السؤال:

- من يوم ما هيما مات وانا بقيت ملطشه بيودوا ويجيبوا فيا وينهشوا زى ما هما عايزين، قال تقولى بترعش ده انا أحسن رقاصه فى مصر، تعرف البت دى اللى كانت قاعده هنا دى بت جربانه ملهاش فى الرقص ولا الزفت غيرش بس هيا الدنيا اما تحكم الخلق الواطيه، عامله فيها اسطى تطلع 5 دقايق تهز وسطها وتركن على كده وانا جسمى يتكركب ووسطى يتفك باقى الليله وفى الآخر ترميلى شوية فكه وتشفط هيا البهاريز (وترفع راسها له) بقى ده يرضى ربنا.. هه.. انت احكم انت، انا برقص وحش؟ وعبد اللطيف عامل زى كائن فضائى لسه نازل الأرض ومبلم للجنس البشرى مش فاهم إيه ده، وقبل ما ينطق دخل القهوه كاوتش منفوخ على هيئة إنسان وقف على راسه وسند على كتف زوبا وقال له:

- فى حاجه يا برنس.. أأمرنى حضرتك

(كان القهوجى شاور للرجل الكاوتش وهو داخل يهدئه وتحركنا انا وابو كمال لنلحق حياة عبد اللطيف فشاور لنا القهوجى يهدئنا ويشير وهو مبتسم بأن نجلس)

قالت المرأه لعبد اللطيف الملتصق بالكرسى:

- أهه هيما جه عشان يجيبلى حقى وينصفنى عليهم، قوله يا هيما انى أحسن رقاصه فى مصر.

تحرك عبد اللطيف من مكانه وهو يتنحنح وقد شككنا أنه هيسترجع ذكريات الكونج فو لكنه تحرك إلينا وجلس فى صمت واحنا خايفين نضحك علشان الرجل الكاوتش الذى تحرك وهو يمسك بزوبا ناحية الحمام، فابتسمنا نكتم ضحكنا وعبد اللطيف ينظر للطاولة وهو يرفع نظارته بإصبعه، دقائق جلسناها مبتسمين فى صمت حتى خرج الرجل الكاوتش وزوبا فى يده أو كأنها هى ببنطلون جينز وبلوزة بنى طويله وعلى كتفيها شال أبيض وخرجا صامتين، انفجرنا فى الضحك حتى رفع عبد اللطيف رأسه وإصبعه على النظارة وهو يقول باندهاش:

- الست دى غريبه فعلاً.


الثلاثاء، ديسمبر 16، 2008

الحزن أكبر بكثير



الحزن أكبر بكثير


(1)

اسم طفلها على اسمى. أعتقد أن هذا اكبر دليل على أنها لا تذكرنى على الإطلاق. هى أول من تعبث به.. ولا تأبه. فليس لديها شىء –على حد قولها-. تدمع حين تدرك أن أولى محاولاتها أودت بها إلى كل ما يخص وحدتها. وجهها صبوح كما هو مع أنها فى رجعٍ بعيد.

(2)

وماذا تعرفين أنتِ عن الحزن؟

حتى وإن تركك أحدهم، حتى وأن وقفت عند نقطة ثابتة، نقطة لا تخرجين منها بشىء.. تلفين حولها فقط، حتى وإن استقرت ملامحكِ على ما هى عليه منذ خرجتِ ببراءتكِ إلى الضوء، حتى وإن كانت المدينة قاسية، حتى وإن كانت أحلامكِ تستقر ولا تنفر، حتى وإن ابتسم طفلكِ لى حين رآنى، حتى وإن كنتِ نفسك وددتِ أن تستأذنى رجُلِك بأن يسمح لك أن تصافحينى وليكن طلبًا أخيرًا،

حتى وإن ثبتت عيناكِ وثبتت عيناى وثبتت عينا رجُلِك للحظة واحدة ثم تحرك الطريق وكأنها لم تمر تلك اللحظة،

حتى وإن كنتِ أنتِ التى قلتِ أن الأشياء لا تعرف إلا بالتجربة.

الحزن أكبر من كل ذلك بكثير.




السبت، ديسمبر 13، 2008

قهوة عسلية

قهوة عسلية


الجيارة كلها تقريبًا كانت تعرف ما يمكن أن يحدث إن مر كلب أسود أمام مقهى عسلية. وبما أنى أنا وصاحبى كنا جددًا على المقهى بل وعلى الجيارة كلها فكنا زبائن هذه الليلة وضع تحت كلمة زبائن 131 خطًا إن أردت.

دائمًا ما كنا نجلس على مقهى قريب من جامع عمرو بن العاص المكان هادىء هناك ونذهب إليه حين نضجر من الزحام والوش ولكن هذه الليلة كنا متعبين فجلسنا إلى أقرب مقهى قابلنا فى المنطقة واخترنا أول صف من الكراسى التى تكاد تصل إلى منتصف الشارع الذى لا يمر به شىء تقريبًا لا سيارات ولا بشرولا حتى صوت يأتى من بعيد مع أن الشارع الرئيسى به ما يكفى من الضجيج ولكن بمجرد أن دخلنا إلى الشارع وكأننا انفصلنا عن الكون وتسيدت حالة من الصمت لم أر مثلها إلا فى هذا الشارع، حتى صوت التليفزيون الذى لا نراه يصل من داخل المقهى بصعوبة وأقول فى نفسى أن تليفزيون فى مقهى كهذه لا بد ليس به إلا القناه الأولى والثالثة وقد يكون أبيض وأسود أساسًا.

بمجرد أن وضعنا جسمنا على الكراسى سمعنا صوتًا يخرج من قفا البدل

- يا مرحب يا باشاوات.. تشربوا إيه.

عسلية - كما قال اسمه فيما بعد- جدارًا له ثلاثة أبواب أحدهما كان سد علينا الرؤيه فلم نر باقى الجدار. إنكمشت فى البدلة للحظة ثم نظرت لكمال وحركت رأسى ناحية القهوجى وتلبسنى عادل إمام وكنت هقول لكمال رد على البيه، فقال له اتنين شاى بالنعناع سكر زيادة وتحرك القهوجى دون أن يرد أو حتى ينظر لنا، سحبت الطقطوقه لأسند عليها الشنطة فامتلئت يدى بالتراب وتخيلت البدلة اللى حيلتى دلوقت حالتها إيه من الكرسى البلاستيك الأخضر وكمية التراب فى البنطلون ولكن من تعبى لم أتحرك غير أنى صرخت فجأة فى كمال

- إيه يا عم الحاج القهاوى دى احنا ناقصين

وطبعًا الناس كلها عينيها اتحجرت علي وشوشنا والهمهمه والتأتأه ثم صمت والقهوجى فط من قفانا بصوته اللى محتاج يتشحم

- ليه كده يا باشا إيه اللى جرى بس لا سمح الله (بترقيق اللام)

فتنحنحت وقلت بهدوء لا بس التراب على الكراسى بهدلنا

فى ثانية أخرج فوطة وقومنى وهو يقول:

- يا نهار يا باشا معلش امسحها فيا ومسح الكراسى وقال اتفضلوا اوعى تزعل يا باشا والنبى عشان خاترى، هاا البشوات يشربوا إيه بقى

فابتسمت متوجسًا وقلت له : تانى طب مش لما تجيب الشاى

فرد ببراءة شديدة : انتوا طلبتوا شاى والله بجد.. تيب حاضر عينيا.. لامؤاخذه تيب ثوانى تيب عينيا. وتحرك بسرعة

ابتسمت وأنا أتابع مشيته وهو يحرك رأسه فى اتجاه وجسمه فى اتجاه وأهمهم( تيب تيب) مين ده. وأعود لكمال الصامت على غير العادة من أول ما خرجنا من مقابلة الشغل فى المنيل، عنده حق ما فيش مجال خالص للكلام إحنا تكلمنا كثيرًا اليوم ومحتاجين شوية صمت ولذلك جئنا لقهوة هادئة. أبو كمال غطس فى الكرسى مثل عادته أيضًا حين يكون متعبًا يقول لى :

- سيبنى ربع كده هنام واقوم زى الفل ومعاك فايق للفجر لو عايز.

قولت له اتوكل وقعدت أفكر فى الفراغ شويه ومستنى الشاى وتجولت بعينى على الناس فى ضهرنا، بمجرد ما لوحت رأسى وجدت الناس متنحين لنا فرجعت كما كنت ولسه هقول يا ابو كمال لقيت القهوجى بيستعرض حنجرته المجوفه وهو جاى ناحيتى:

- أحلى شاااى لأحلى باشوات.

وضع الشاى وقال لى هو الباشا منين فقلت فى نفسى إيه القهوجى الغريب ده السؤال المفروض يكون اسم الكريم إيه كده يعنى قلت له :

- من إمبابه اشمعنى يعنى.

قال: - أصلك تشبه لواحد حبيبى بس هو مش باشا زى ساعتك بدله وجرافته وكده. قلت له: يا عم انت بتصدق ده عشان الشغل بس.. احنا كلنا اخوات.. انت اسمك ايه بقى.

نزل ناحيتى كام دور لحد ما وصل لوشى وبص فى ضهرة وهس لحظة وقال لى (عسلية) قلت:ماشى ياعم عسلية .

لف ضهره وقال :أحلى اسطباحه يا باشا. وراح ناحية النصبة.

بصيت على كمال كان غرقان فى الكرسى قلت وكأنه سامعنى:ما تقوم يا عم الحاج تشوف النيله اللى احنا فيها دى ..ماعلينا. خرجت الموبايل أعمل أى حاجه إلى أن تفوت الربع ساعه. يدوب فتحت الموبايل وصوت خرم رأسى من ورا:

- يا با دى عيال سيس.. عارف دخلوا فاردين صدرهم ورسموا الشويتين وقعده وحركات وبدل ومبايلات وفى الآخر كلوا علقه كانوا بيعيطوا زى العيال النغه.

وصوت بيرد عليه:

- دول أصلك إيه أقولك يا معلم .. دول بيبقوا بقى إيه باعتينهم يقطُروا واحد فيبقوا إيه فاكرين انهم يعنى رجاله وبتاع وإيه فاهم انت.. بس رجاله انكم إيه رقعتوهم ولادالـ......دول.

رجعت فى الكرسى شويه وزرعت وشى فى الموبايل وفتحت لعبة سباق عربيات اللى عمرى ما لعبتها، ورقع صوت ثالث فى قفاى:

- كده الصح عشان مش كل ابن شـ...... يفتكر ان المنطقه سداح مداح.. مش مزرعة حمير هيا، إلعب واخلص بروح امك الدوسه حمضت فى إيدى.

أنا سقطت فى الكرسى ولعنت وسبيت لابو كمال بس ما استجريتش أزعق فيه علشان يصحى، مديت إيدي على كباية الشاى ولسه هشرب القهوجى فط قدامى فانتفضت وكنت هلبسه الكبايه فى وشه، زيق بصوته:

- الباشا بتاعنا.. الشاى مش عاجبك ولاإيه.

رجعت فى مكانى على الكرسى وقلت له وأنا آخذ ريقى : لا زى الفل يا عسليه تسلم إيدك.. بس بحبه بارد شويه.

رد بهدوء : ماشى يا باشا. واتحرك من أمامى فى ثانية.

مسكت الكبايه وأخدت بق لقيت الشاى ما فيهوش سكر ما قدرتش أمسك نفسى واتعفرت إلتفت وصرخت بعصبية :

- يا عسلية.. إنت يا عسليه انت.

كمال انتفض مكانه وقال: فى إيه. فى هذه اللحظة كان هناك شىء ما يتحرك ناحيتنا ممكن نقول عليه مجازًا (إنسان) ووقف أمامنا.. رجل بجلبيه بنى، مثل عسليه القهوجى مرتين ونصف وعلى رأسه طاقيه صغيرة وقورته متضخمة، وقال أو يتهيأ لى أنه قال:

- إنت اللى بتنادى.. (وعينيه تحتوينا نحن الاثنان)

بصيت لكمال وبصراحه صعب علي أقول للرجل : لأ.. هو ده، فقلت:

- أنا ناديت على عسليه علشان الشاى ما فيهو.......(قاطعنى):

- عسليه كده حاف.. إيه الحلاوه دى.

قلت باندهاش وبخوف الصراحه :

- أمال اقول يا إيه. (قال لى فى ثانيه).

- كلك نظر.. (وقرب من وشى) ولا دول مش عينين لا مؤاخذه.

ما عرفتش اقول حاجه وكمال قال: هو إيه اللى حصل ووجه كلامه للرجل:

- إيه يا ريس فى إيه.

الراجل سمع كلمة ريس وصوته زمجر وقال له:

- ريس.. ريس إيه يا حلو انت وهو (معرفش زعل ليه من ريس مع إنها حلوه والله) إنتوا منين ياد انت وهو.

إحنا سمعنا ياد دى وشوحنا وفى صوت واحد: ما تتلم يا عم انت.

بس انا كنت أقرب للرجل المنشأة ده فمسك كتفى وحوط على كمال وقال:

- أنا عسلية يا أمور انت وهو.. أى خدمه.

أنا وشى جاب علامة X معرفش ازاى.. وقلت له:

- اسمك عسليه برضه.. أنا .. أنا ما قصدتكش انت أنا قصدت عسليه القهوجى، مش انت.

الرجل عروقه نفرت وقال:

- ما فيش عسليه هنا غيرى أنا المعلم عسليه (بتفخيم كل الحروف) صاحب القهوة.

حاولت أتلفت على القهوجى كان واقف فى ضهره والناس تجمعوا حولنا فشاورت له على عسليه : أهه ده هو عسليه القهوجى.

الرجل ولا حتى التفت وسألنا بصوت أعتقد سمعته فى أفلام كائنات الفضاء والخيال العلمى من قبل:

- إنتوا من طرف رؤوف؟؟!!

طبعًا كمال لسه مزهول ومزبهل من كل ما يحدث وأكيد يقول فى نفسه:(أنا يدوب نمت ربع كل ده حصل )

وأنا بدأت أحس إنى فى فيلم كرتون وكنت سأنفجرفى الضحك حين سمعت صوته وهو يقول رؤوف.. وخفت أن يضحك كمال ضحكته الأسطورية فأضحك ولا أسيطر على نفسى .

الرجل حس أنه سأل ولم يجبه أحد فتمكن الموضوع من رأسه على اعتبار أن السكوت علامة الرضا كما يقولون، وانطلق فى الزعيق والشخير:

- تبقوا من طرف رؤوف يا ولاد القــ.........

وانا سمعت رؤوف تانى وانفجرت فى الضحك وهكذا كمال وهما نازلين سب ولعن وطرمخه فى أهالينا. لكن الغريب أنهم لم يضربونا يا دوب كم خبطه فى أكتافنا من القهوجى والناس التى تجامل وطبعًا المعلم عسليه (على حد قوله) شلفط البدل وأكتافنا وهو يودى ويجيب بكفوفه المبطرخه فى ياقات البدل واحنا نتمرجح فى يديه وقال بنفس الصوت وهو لازال يمرجحنا:

- قولوا لرؤوف ( واحنا نحاول أن نقول رؤوف مين يا عم الحاج ولاأحد يسمع من صوته الجهور) قولوا لرؤوف إن الواد أنوس خلاص مابقاش عندى وما بقاش ييجى هنا وان كان عايز يقطره يبقى يغور فى داهيه بعيد عن المخروبه القهوة (ويمرجح وكأننا حتة عجينه فى إيديه) وقسمًا عظمًا..والولعه دى لوحد هوب هنا تانى لكون مقلعه بنطلونه وغازه فى الكريمه عشان يبقى عبره .. قولوا لرؤوف كده بس وهو هيفتكر(وانا لسه بحاول اقوله يا عم رؤوف مين بس وكمال لسه بيحاول يقول يا ريس هو فى إيه اللى حصل) وهو يواصل: ورحمة أمى والنعمه الطاهرة دى (ويلحس صباعه) والنعمه دى والنعمه دى أى كلب منكم لابس بدله سودا وعاملى باشا هيلمس برجله عتبة القهوة ولا الشارع ولا الجياره كلها لكون مخليه مره.. مره انتوا فاهمين.. وزقنا بإيديه : ياللا فى داهيه ابقوا سلمولى على رؤوف.

كمال لازال يحاول أن يفهم وأنا تحركت بسرعه وأنا بشده من ذراعه وهو لسه بيقولى هو إيه اللى حصل .. إلى أن خرجنا من الجيارة كلها وقفت فى شارع الملك الصالح أخذت نفسى وشددت صدرى وقلت وأنا أضغط على ذراعه:

- بص يا عم كمال.. قهاوى تانى لأ.. على الطلاق ما هعقعد على قهوة تانى، ولا هسيبك تنام لا ربع ولا نص.

وتحركت وذراعه لا زال فى يدى وهو يهمهم:

- مين رؤوف ده ومين أنوس ومين عسليه؟ ويسكت.. أنام ربع يجرى كل ده.

الثلاثاء، أغسطس 12، 2008

محمود درويش يسافر بعيدًا

محمود درويش يسافر بعيدًا





بلاد بعيدة

والسما أوسع من حدود صوتك

سابقاك عينيك

مقدرتش تخالف خطوتك

لمااكتمل شكل الحقبقة

وارتئيت آخر المشوار

زى ما اتمنيت

أنا كنت فاكر لذة المعرفة ملهاش نهاية

لكن - كعادتك

خذلت كل تصوراتى

ووصلت للنقطة الأخيرة

قبلنا


..


بلاد بعيدة

وريح ملهاش ولا مطرح

تتركلها صوتك

وترحل

تحمله الريح المهاجره

تلف بيه

يتلف بيه الشجر

والبحر

والخيل الوحيد

والليل

ويهف وياه النخيل

والطير


يتلف صوتك

ع المدن

والفجر

والنور والنهار


الريح تلف الكون

وما تجيبش الا صوتك بس


..


أنا كنت عارف عينيك

وعارف إن عند اللزوم

هتسيبها تختار الحقيقه

ما كانش خايل عليك

صورة الحياه

لكن

لكل شىء مقدمات

ليه خدتنا خوانه

واكتفيت بالبعد

"اكتفيت بــ " كل شىء فوق البسيطة زائل
اكتفيت بالغياب

بقى اكتمال صوتك سُكات

واكتمال بوحك صدى


كان البراح هو الحقيقة الممكنه

وانا كنت عارف عينيك

وعارف الاختيار
----------------------
"كل شىء فوق البسيطة زائل اكتفيت بالغياب "
من نص لمحمود درويش

الخميس، يوليو 31، 2008








قريبًا عن دار مزيد

الاثنين، يونيو 23، 2008

عن تجارة الكتاب

عن تجارة الكتب
نسبة التوزيع
أخبار الأدب: العدد 1429، 15 يونيو 2008م
عزت القمحاوي
لا أعرف إن كانت هناك تجارة أخرى تحقق نسبة خمسين بالمئة ربحاً للموزع مثلما تفعل تجارة المخدرات والكتب. النسبة في تجارة المخدرات مبررة، نظراً للمخاطرة التي يتحملها من ينذر نفسه لهذه التجارة الخطرة، بل إن هذه النسبة يتبدد نصفها، إذا ما أخذنا في الاعتبار الديون المعدومة وما يقع في أيدي الشرطة، وتكلفة تأليف القلوب في الأوساط الشعبية والرسمية.وإذا جردنا عملية الإبداع والنشر والتوزيع من أبعادهما الثقافية ونظرنا للكتاب كمنتج، سندهش من هذه القسمة الظالمة. الكاتب يدفع عمره، والناشر يدفع أمواله، ويتحملان معاً مخاطرة تهريب المنتج من الرقابات المختلفة، وتبعات التصادم مع العائلة والشارع والحكومة، ليشتركا معاً في نصف عائد الكتاب، بينما يحتفظ الموزع بالنصف من دون جهد أو مخاطرة من أي نوع.بالتأكيد هناك بعض الناشرين ينجون كليا أو جزئيا من هذه القسمة بامتلاكهم منافذ توزيع خاصة بهم، لكن تظل المشكلة قائمة بالنسبة لمعظم دور النشر، ويجب أن تجد حلاً يعيد الأمور إلى نصابها.وبالتأكيد لم تكن الأمور على هذا النحو دائماً، لكن يبدو أن ركود القراءة في السنوات الأخيرة غر الموزعين بالكتاب، فزحفت النسبة من ثلاثين إلى خمسة وثلاثين إلى اللعب بين الأربعين والخمسين بالمئة، وأحياناً أكثر.الآن تغير الوضع، وصارت حالة القراءة إلى انتعاش، وهذه بداية فحسب: لأن أرقام التوزيع الحالية، حتى بالنسبة للكتب الأكثر مبيعاً، لا تتناسب مع عدد قراء العربية من موريتانيا إلي العراق.من المخجل أن نعد الكتاب الذي يوزع ثلاثة آلاف أو أربعة أو عشرة آلاف نسخة أكثر مبيعاً بين ثلاثمائة مليون إنسان، بينما يعد هذا الرقم لا شيء بين خمسة ملايين دانماركي!لكن علي أية حال العجلة دارت، وعلينا أن نتمسك بالأمل، لأننا بحاجة إلى ذلك، وتحقيق الأمل بحاجة إلى خطوات من بينها اقتسام الأرباح بشكل عادل، وتصحيح مسار الكتاب بوصفه عملية إنتاجية ينبغي ألا يطغى أحد أطرافها على الآخرين.ويجب في هذا الصدد أن نشهد لدور النشر بأنها سعت سريعاً إلى اقتسام التطور الضئيل مع الكاتب، وبينما كان تحمل الكتاب لتكلفة كتبهم ظاهرة تكاد تكون عامة في سنوات الركود، فإن الظاهرة بدأت تنحسر، وزاد عدد الدور التي تدفع للمؤلفين، مهما كانت ضآلة حقوق التأليف، لكنهم بدأوا في ذلك. وإذا ما تم تعديل نسبة الموزع لصالح المؤلف والناشر، فإن ذلك سيعود بالنفع على إنتاج الكتاب، بل وعلى المجتمع بأسره، لأن دعم الكاتب وزيادة اعتماده على إبداعه وفكره في عيشه، هو جزء من التأسيس لمجتمع حر بشكل حقيقي، وليس تمثيلاً في عروض المصارعة الحرة بالبرلمان، التي لا تحقق حتى متعة تنفيس الغضب نيابة عن الجمهور، مثلما يفعل المصارعون المقنعون في الرقعة المسيجة بالحبال.لقد تأذت الثقافة العربية من تأميم صناعة النشر، وانقطاع الصلة المباشرة بين الكاتب والقارئ، وأنهت التعاقد غير المكتوب بينهما، فكان طور الوهن الذي عاشته ثقافتنا ونتنفسه إلى اليوم: فالكاتب معفي من مواصفات الجودة، والقارئ غير مضطر لتلقي خدمات لا ترضيه.وقد بدأت هذه الحقبة تجرجر أذيال خيبتها، وأصبحت الساحة مؤهلة للعودة من جديد إلى علاقة مباشرة بين الكاتب والقارئ، وهذه العلاقة ينبغي تدعيمها من خلال تعظيم عائد الكتاب من كتبهم، ومنع الموزعين من القيام بدور قاطع الاتصال الذي قامت به مؤسسات النشر العامة. والغريب أن موزعي الكتب الذين لا يتمتعون بتنظيم يرعي مصالحهم يتحكمون في الكاتب والناشر اللذين يتمتعان باتحادات إقليمية وقومية. هذه مفارقة، والقضية ليست في موازين القوة، لكن في إقرار العقل والمنطق، وأعتقد أن اتحاد الكتاب العرب واتحاد الناشرين يجب أن تكون لهما وقفة لحماية مصالح أعضائهما وتعديل الخلل.
--------------------------------------------
بعيدًا عن الاتفاق أو الاختلاف وودت فقط أن أعرض وجهة النظر فى هذه المسألة التى تشغلنى بالتفكير كثيرًا

الاثنين، مايو 26، 2008

نحن أبناء البيبسى وأحبائه؟


يمكن


أو غيره؟







بدون مقدمات طويلة ومجعلصة وكلام رط مالوش قيمه. أنا حاسس انى مُستهدف
مُستهدددددددددف

وانا ماشى فى الشارع وانا راكب الميكروباص من عبد المنعم رياض لأكتوبر أو من الإسعاف لبولاق الكرور مرورًا بجامعة الدول أو من أكتوبر لرمسيس أو على الطريق الدائرى مستهدف وانا واقف على محطة المترو وانا محشور جواه وانا على المحطه فى ميدان لبنان وانا واقف فى الجيزة عند بنك القاهرة وانا فى شارع طلعت حرب أو قدام هيلتون رمسيس.. وانا باكل أو بشرب فى أى مكان وانا بتلطش فى مخى وبشترى جرنال وانا بتخبل فى تربتيين تين تين أهلى وبقراه وبفصصه مش عارف ليه .. وانا بنزل من ميكروباص الكيت كات عند مسرح البالون وبمشى لسفنكس.
مستهدف .. مستهدف.. وانا بكلم اصحابى فى التليفون وانا ماشى مع مراتى أو مع أى حد وانا بشترى لبان أو مصاصه لبنت اختى.. مستهــــدف





وانا بتفرج على الزفت التليفزيون على فيلم أو ماتش أو مسلسل أو برنامج أو فى الفراغ .. وانا بسمع نجوم إف إم إأوإذاعة الأغانى وانا بشوف محمد أبوتريكه أو أى لعيب تانى وانا بتفرج على أى دورى أوروبى مستهدف.. وانا بفتح تليفونى أو ببعت رسالة لأى نيله تليفون 010 أو 012 أو 011 مستهدف وانا بفتح الكمبيوتر وانا بدوس على علامة explorer أو بشغل الـ youtupe أو الـ face book أو المدونة
مستهدف وانا بفتح أى رواية لسراماجو أو ديوان لمحمود درويش أو أدونيس أو حتى وانا بفتح ديوانى أنا .
مستهدف. وانا بفتح التلاجه وانا بسحب علبة جبنه أو لانشون أو حاجه ساقعه أو عصير أو حتى إزازة ميه وانا ببص للبوتاجاز أو للمطبقيه وبسحب كبايه عشان اشرب . مستهدف وانا بلبس هدومى وانا ماسك القميص أو البنطلون أو الفنله الداخليه مستهدف وانا ببص للقلم اللى بكتب بيه الكلام ده وانا ببص للمروحه أو للبرفان أو كريم الشعر أومساحة الجزم .. مستهدف
مستهدف وانا بسأل عن اللى باكله إن كان سوسيس أو برجر أو بطاطس مستهدف وانا عند الدكتور وانا واقف فى محل الحلويات أو فى المسمط اللى فى أرض اللواء أو فى الصيدلية بتاعت دكتوره دعاء مستهدددددددفوكأن فى حد بيدرس كل حاجه بفكر فيها حتى قبل ما افكروبيدرس كل خطوه وكل شارع هخطيه سواء ماشى أو راكب أو متشعبط أو واقف أو متنيل على عينى لوحدى أو معايا حد.. بيدرس كل كلمه قلتها أو هقولها .. بيدرس كل حركه .. كل حركه .. مستنينى أضحك أو أبكى أ وأفرح أو احزن من غير صوت .. مستنسنى أتمنى حاجه حتى لو ما كانش ليها وجود ضمن الاختراعات أو السلع اللى على ضهر الأرض مستنينى أحاول أفكر فى الفروق بين أى حاجه والتانيه مستنينى أهمس أو بس يخطر فى بالى أى أى أى حاجه
يا جماعه أنا مستهدف.. عليا التربتيخ والتلمتين والتلبتيك أنا مستهدف





وفى أماكن بحس فيها ده أكتر من أماكن تانيه وشوارع أكتر من شوارع .. يعنى فى شارع السودان وشارع جامعة الدول والزمالك والمعادى ومدينة نصر والمحور و6 أكتوبر كلها بحس انى فى سكنه عسكريه ما الحقش ابص فى أى اتجاه لكن فى حتت تانيه بتق المسألة شويه واحس انى مش مستهدف أوى.
صحيح الواحد ممكن يكون عمل حاجات طين فى حياته لكن ما يستحقش كل ده .. مش كل متر فى الشارع حاسس انى ماشى متحاصر
مش كل ما افتح تليفزيون أو راديو مش كل دقيقه أنا بقيت حاسس ان جزء من فكرة وجودى ضمن الكائنات هو كونى عندى عينين وودنين بشوف واسمع بيهم أى أى أى أى إعلان حتى لو كان عن مصاصى أو باكو لبان ببريزهبقيت حاسس ان شرط من شروط وجودى انى أتابع الإعلان عن أى ششىء وما عنديش حق الرفض







أنا موجود علشان الشركات تعلن وانا اشوف واسمع حتى لو مش هشترى أنا وانت وهى وهو كلنا كلنا موجودين عشان فودافون وموبينيل واتصالات وبيبسى وكوكاكولا وشويبس وإنجوى وجهينه وزبادو ونستله وبيف حلوانى وشيكى دودو وتويست وشيفروليه وأوبل ومرسيدس وجولف وكوك دور وماكدونالدز وكنتاكى وهارديز ووصايه ومؤمن عشان إعمار وداماك والديار القطرية ومدينتى وجاردينيا وحى الأشجار وأملاك وsodic والمصرية للاتصالات عشان بنك عوده وسيتى بنك وabc بنك والبنك التجار ى الدولى ومصر للتأمين والأهليه عشان شريط عمرو دياب الجديد ومحمد فؤاد







ومى كساب وراغب علامه وأليسا ونوال الزغبى عشان شاى ليبتون خرز ودولسيكا ( الكون كونك ) وبوم بوم طاقه بوم ولبنيتا عشان طيران الإمارات واليوبيل الفضى والذهبى والماسى لمصر للطيران عشان فضل شاكر وجورج وسوف وكادبورى وسيارة أحلامك من بنك اسكندريه عشان عرض النجم والنجمه وأفضل شبكه وأحسن إرسال عشان سبرايت وسفن أب ولافاشكرى...................................... مستهدف
وانت كمان مستهدف بالكلام اللى انت قريته ده حتى لو كان كلام فارغ



ده كان إعلان عن شويه من اللى جوايا تجاه الإعلانات وإحساسى بيها. إنت استقبلته كإعلان


أنا آسف ما حبتش أكون متورط لوحدى فى الإحساس ده




الأحد، أبريل 20، 2008

عندما أسمع كلمة مدونة

حفل إصدار
عندما أسمع كلمة مدونة
محمد كمال حسن ومصطفى الحسينى


الأربـعـاء 21 مــايــو
الساعة 6
بمقر دار العين
كورنيش النيل -عمارات اللؤلؤة -عماره 4 شقه 203
أى عربية من عبد المنعم رياض بتقول مؤسسة قول بس عمارات اللؤلؤة
عندما أسمع كلمة مدونة
مدونات مصرية
مع مجموعة من الأدباء والمدونين المتميزين

أحمد فؤاد نجم

خالد الصاوى

غادة عبد العال - عايزه أتجوز

أشرف توفيق - أخف دم

ميمو

أزميرالدا - أهو كلام والسلام

محمد أحمد - الديليكون

طارق إمام

نائل الطوخى
نهى محمود - كراكيب نهى محمود

محمد صلاح العزب

أيمن فاروق - راسبوتين

سلمى صلاح - متغيره شويه

أفندينا

أحمد شقير - حكاوى آخر الليل

ملكة حسين - مملكة واحدة من الشعب

هنوده

شيماء زاهر - دردشه

أحمد الفخرانى - تياترو صاحب السعاده

إنجى - سمراء النيل

البراء أشرف - وأنا مالى

إبراهيم عادل - أنا وأنا

أمينة زكى - أحلامى المبعثرة

محمود عزت - كوبرى إمبابه

skylight - ياسمين

عندما أسمع كلمة مدونة

مدونات مصرية
جمع وتعليق

محمد كمال حسن ومصطفى الحسينى

الأربعاء 21 مايو
دار العين ودار مزيد

انتظرونا

الأربعاء، مارس 19، 2008

لتكن محض صدفة
أُحبها فعلاً
رغمًا عن الدوافع المسبوقة دائمًا بـ (لأنها........)، ورغمًا عن سابقاتها اللاتى لم تعدن إلا أطياف أتلمسها. ورغمًا عن ذاك الشغف غير المبرر لكل وجعٍ دامٍ قديم . وأعرف حين أستفتح باسمها شيئًا واحدًا هو أنى أستلهم خروجًا من حلقة أفكار تعيدنى إلى يوم كان لكل شىءٍ ترتيب محدد أستشعره وأتناساه وأُخفى لمعة عيناى كلما فهمت شيئًا . أنساق خلف رغبتى فى جمع الخيوط . أُشاغب ذاكرتى الرخوة الممتلئة ( كيف لها أن تتركنى لكل هذه الفراغات )

وكيف لى .. حين رأيت الرغوة البيضاء تنساب بخفة على جانب شفتى عم هاشم لم أكن لأميز النظرة الثاقبة التى ترى الموتى وهم يلوحون ويثقبون بنظراتهم الأزمنة ليتلقفوا نظرته الدافئة.

أعشق ما تعشقه هى . فلا أجد صعوبة فى أن أعطيها نقطة البداية أو تعطنى هى إياها ، نبدأ وحسب
ولتكن الصدفة هى ما دفعت أخى الأصغر لأن يمسك بتليفونى حين وصلت رسالتها التى كتبت بها " أعشق ما تعشقه أنت ، فلا أجد صعوبة فى أن أعطيك نقطة البداية أو تعطنى أنت إياها . نبدأ وحسب ."
ولتكن هى الصدفة التى جعلت أبى يذكر الرغوة البيضاء وهو يدعو الله فى ذاك اليوم أن يحفظه منها

لتكن للتراهات أهمية الآن
وليكن عم شوقى هو أول من علم بأمر تلك الرغوة البيضاء . هو أول من فهمها وتمسك بكل معتقداته نحوها ، حتى حين رأى بعينيه انتفاخ ساقيه وصدره وكتفيه وبطنه ، حتى مع تلك الكرات الممتلئة عن آخرها –بشىء- ربما يكون ماءً ساخنًا –ربما- ربما تكون غضبة جسد . ربما .
هو أول من آمن بها .. وآمن بموته المحقق . لم تؤذه شعيراته البيضاء وهى تسَاقط من رأسه وتسود فروتها ، ولم يدعو الله أن يحفظه من تلك التراهات –كلها- ولا حتى من الرغوة البيضاء .

أمُر بين كتل البشر. أستنزف عقلى " أن احفظ تلك الملامح . احفظها
لو أنى نسيت يومًا أن أمُر بتلك الكتل لما أحسست اغترابًا . أستدعها بذاكرتى وحسب. أفقد لونًا كلما تخطيت أحدهم . أفقده . أحببت فكرة الأشباه، وأصبحت بعد فترة من فهم عملية الفقد . أصبحت كالزجاج المُتخَيل ذى اللمعة المضيئة الخاطفة ، أصبحت شبه فاقد وشبه مفقود .

هى لم تكن أبدًا تعلم بى –ولا أنا- مع أنها انتظرتنى كثيرًا –وأنا أيضًا- وكأنها البدايات المُتخَيلة –كالزجاج الخاطف- وكأنها البدايات التى لا تُرى .. فقط تُروى . فقط .
وكأنها الصدفة مرة أخرى تنزف الحكايا .. وتستفيض .
وكأنها الصدفة التى جمعتنى بذاك الليل . أحتبس فيه دمعى ، وأقترف الخطايا البريئة ، وأستمتع بالخوف ، وأذكر البياض الناصع ،
: وأسائل نفسى
عن أى شىءٍ أُدافع ؟
وإلى أى مدىً أختزل صورتها ؟

الخميس، فبراير 21، 2008

تحت خط الضحك

هكـــذا أسـتــقـبـل2008





الآن
بمنفذ البيع بالمجلس الأعلى للثقافة

الثلاثاء، يناير 15، 2008


محمود .. مات

(1)

وكأنى أجلس بين يدى أوراقى، أضغط جانب رأسى بكفى وأ َخرُج بعقلى من إحداثيات الغرفة المستطيلة إلى أقصى ما أتيح لى من فكر فى تلك اللحظات. أكتب فى مقدمة ورقة بيضاء "أنا أهذى إذن أنا موجود".
كنت أنوى أن أكتب عن تصنيع الفيروس وعن تجارة الدواء عالميا ،ً وكيف أنهم يبدأون بخطوات منطقية ويبحثون عن الأسباب اللائقة لوجود مصل جديد يحتاجه العالم.

كيف تخلق الحاجة؟ هذا هو السؤال. وأفكر فى إجابتهم، وأستغرق فى صمت.
كنت أنوى أن أكتب. أعرف أنها شاقة تلك الكتابة أعرف أنها موجعة. وكيف لى أن أعاندها!!
أفكر.. أنام . ولم لا، عله المخلص، رأسى يحترق، هى توحشنى أيضا ً بغير حدود أعرفها،
أؤيد اقتراحى. أنام.. وكأنه اختيار أن تُقبض روحك لبعض الوقت.
أحلم بها مرتين، صوتى يروح ويعود بعناء، أحلم بصديقتى علها فى حال ٍ ما غير جيد،
أحلم بأحد الأوفياء ممن يسبوننى ليل نهار. أحذره بشدة من أحد أعدائه.
يختلط على ّ النوم بالإفاقة العابرة، يعاودنى هذا الشغب فى أعصابى أو فى مخى على الأرجح. أنا أخاف من الأطباء. أتقلب بغير عادة، أغمس وجهى بصدرى، أحرك أصابعى بعنف ٍ شديد لتكتمل إفاقتى. رأسى يسخن و يصهد. نحن فى شتاء.
أريد أن أعترف بشىء أنى حتى تلك اللحظة كنت لا أؤمن أن البكاء سيأتينى أبدا ً.
بل حتى
كنت أخاف أن أسأل عما حدث لمحمود

(2)

الشغب العصبى أو "الشغب المخى" كما أسميه أنا
يجعلنى لا أعرف إن كنت نائما ً حقا أم لا. شىء ما أحسه لا أفهمه يشدنى ويقيد حركتى وكأنى مشلول تماما ً، غير أن أطرافى تعمل وعقلى يهدر من سرعة التفكير فى ذاك الوضع، أسمع ما يدور حولى، أغلب الظن أنى أسمعه، أعتقدها أحلاما ً فى لحظتها.قبل يومين أسمع بلا مقدمات صوت ميكروفون الزاوية المجاورة لبيتى ينقر و يخروش بحدة وبعدها بلحظة ينطلق صوت عم حمدى شيخ الزاوية بجملة واحدة يكررها و كأنه نطقها من أثر خوف ٍ. أطلقها دون وعى "محمود ابن أم عصام مات فى مستشفى الدمرداش و الدفن بعد العصر" ويصلها بهمهمات لا أذكرها ويكرر "محمود ابن أم عصام مات فى مستشفى الدمرداش........... " أفيق لأسمعها وأحرك أصابعى بعنف ولا أفيق تماما ً، وأروح فى النوم. أحلم بما ليس لى، وأذكر حين أصحو صوت عم حمدى
ولا أسأل عما حدث لمحمود
(3)

وكأنى لازلت مطمئنًا
مع أن الرواق الذى دخلته حين زرته فى مستشفى الدمرداش لم يكن إلا رواقا ً داكنا ً رأيته من قبل. ومع إن الغرفة التى وصفتها لى الممرضة مرة ووصفها لى أحدهم فى الطرقة مرة و أنا أمر عليها ثلاث مرات وأؤكد لنفسى من أمام بابها و أنا أمر بسرعة أنها ليست الغرفة طبعا ً. ليست الغرفة. فكيف لمحمود أن يكون هنا. هم فقط قالوا لى أنه يتابع علاجا ً بدأه من عام مضى، أ ُومىء لأخى فى النهاية هى تلك الغرفة، أدخل، أعرفها، أنظر إلى سرير فى أقصى اليسار، رجل فى الخمسين، أعرفه، دولاب صغير، أعرفه، تفاحة حمراء تبرق، وزجاجة عصير جوافة ممتلئة وكيس أدوية، أعرفه، ورائحة أعرفها و طيف يدور بالغرفة أحسه
-ها هى خبرة الموت، المفردات تحضرنى-
أمه الهزيلة البنية، تستقبلنى و كأنها الحياة دخلت، قصيرة مؤججة بالحزن، محمود على السرير الأيمن ينام على جانبه، مغطى حتى أخره، الملاءة تحويه وكأنه طفل فى السادسة يرقد.عظام فخذه أكاد أراها. أمه تقول بعد سؤال مختنق منى عن الأطباء وما قالوه، أن الكلى بها مشاكل "تقريبا ً فيروس"، جسمه أ ُصيب "بتيبس"، وتخفض صوتها "محمود مكتئب ولا يأخذ الدواء ولا الأكل، حاولوا معه" أصابع محمود غامقة وأظافره ملونة، وكأنه يعمل أستورجى. يختلط على الأمر فى البداية ثم أذكر كلمة تيبس، أقترب منه فيحس بى. يشد الملاءة ليغطى وجهه، فأتراجع. لا يريد أن يراه أحد، ألمح فروة رأسه بلا شعروغامقة أيضا ً، أذكر صوت أصدقائه وهم يداعبونه، أذكر الخرابة التى تدعى مستشفى الدمرداش، أذكر ابتسامته الصافية وأسنانه البيضاء المنسقة، أذكر عم شوقى و المرض الخبيث كما يقولون عنه فى مصر.أذكر كذب الأطباء وخداعهم. أذكر أمه الطيبة حقا التى قالت أنه سيخرج بعد أيام
أضع قدمى على أخر درجة سلم وأنا أستدعى دقة صوت فيروز"أنا صار لازم....."
وأراجع رقم 22 وكيف أنه متناسق، وأردد22سنة
أراجع وأنظر إلى الخرابة خلفى وأطبق قدمى على الأسفلت ليبلعنى ميدان العباسية