ســاويــرس
عن الأهرام 17 نوفمبر 2007
في العالم المتقدم وعلي سطح الأحداث وفي العلن لا يخرج البليونيرات للقيام باستعراضات للقوة تستفز المشاعر وتهيج الرأي العام ولا يتحول البليونير إلي مصلح سياسي وواعظ ديني ومصلح اجتماعي بل دائما ما يمارس هؤلاء دورهم من خلف الستار ولا يتجرأ أحدهم من باب العقل والمصلحة وأيضا من باب الملاءمات التي تفرضها التقاليد الحديثة بالفصل بين السلطة والثروة علي أن ينصرف جهدهم العام في نطاق مؤسسات خيرية وأعمال انسانية وثقافية وخدمة مجتمعية تطوعية تقدر قيمتها بالكثير والضخم تصب في خانة تحسين صورة رأس المال وصورة الرأسمالي وتخفيف حدة التوترات الاجتماعية والإنسانية والسياسية.ووفقا للقائم في الحياة السياسية في الدول المتقدمة والمسماة بدول الديمقراطيات الغربية فإن الأحزاب السياسية الكبري لا يقودها البليونيرات والمليونيرات ولا يملك زمام أمورها وبرامجها علي السطح وفي العلن إلا فئات وأشخاص ينتمون إلي عموم الناس والمواطنين حتي وإن كانت كل خلفيات المسرح مهما تكن مسمياتها لا تبتعد من قريب أو من بعيد عن تأثيرات الثروة والمال وعن نفوذ جماعات الضغط المعلنة والسرية سواء كان اسمها الحركي حكومة العالم الخفية أو الماسونية أو غيرها وغيرها من المسميات والنعوت.وعندما يظهر متصدر قائمة البليونيرات المصريين لمجلة فوربس علي المسرح متحدثا بحديث الفرقة والشقاق ومتدخلا فيما لا يسمح له بالتدخل فيه بإعتباره أثري الأثرياء والتي تلزمه بالحيطة والحذر وتجبره علي التجمل مهما تكن مشاعره وأحاسيسه وأفكاره الراسخة فإن الاشارة الحمراء لابد وأن تحتل مساحة ضخمة من واقع الأحداث ومتغيراتها بحكم أن تجاوز الخطوط الحمراء المتعارف عليها عالميا كقيم وتقاليد تحضر يصبح مسألة خطيرة تستوجب المساءلة والحساب قبل أن يتسع الرتق علي الفتق؟!